المؤتمر العالمي الـ 12 للشباب الاسلامي في مدينة مراكش

بمشاركة 700 عالم ومداخلة الأمين العام للكشاف المسلم
اختتمت فعاليات المؤتمر العالمي الـ 12 للشباب الاسلامي في مدينة مراكش
على مدى 3 أيام وتحت شعار (الشباب في عالم متغير) اختتمت فعاليات المؤتمر العالمي الثاني عشر للندوة العالمية للشباب الاسلامي بمراكش بحضور رئيس المجلس العلمي لجهة مراكش بوزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية السيد محمد عز الدين المعيار الادريسي ومشاركة حشد كبير من العلماء والدعاة والمختصين. وشدد الامين العام للندوة العالمية للشباب الاسلامي د. صالح بن سليمان الوهيبي خلال كلمته في الحفل على دور الندوة العالمية في معالجة قضايا الشباب وبين أن الندوة عقدت مؤتمراتها الأحد عشر السابقة لمعالجة قضايا شبابية ومن ثم جاء هذا المؤتمر الثاني عشر الشباب في عالم متغير امتدادا لتلك المعاني. وأضاف د. الوهيبي أن هذا المؤتمر يعقد في ظروف دولية حافلة بالأحداث الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والفكرية وقد صاحب ذلك انفتاح اعلامي غير مسبوق عبر القنوات الفضائية وشبكات التواصل الاجتماعي مما أحدث تغيرا في الانماط الفكرية والنفسية والسلوكية لدى الشباب وهذا أمر يستدعي النظر في التغير الحاصل وتجلية مفهومه ومعرفة سننه. وتعرض الوهيبي إلى موضوع المؤتمر (الشباب في عالم متغير) مشيرا الى الوقوف بجانب الشباب وترشيد مسيرتهم والاستجابة لتطلعاتهم المشروعة في أمة تزدان بأن نسبة الشباب فيها هي الغالبة ، فأمة الاسلام اليوم يشكل الشباب أكثر من 50% من مجموعها. وقال د. الوهيبي أن ما يجري في بعض أطراف عالمنا اليوم من أحوال فقر مدقع واضطراب سياسي واجتماعي متنامٍ وتطرف فكري أو جنوح الحادي لهو مما يقلق المعنيين بأمور الدين والفكر والشباب. ومضى يقول لقد اشتدت وطأة الفقر على مجتمعات كثيرة واضطربت أحوال بعض البلدان كما انتقل الغلو لدى فئات من الشباب من طور الفكر الى طور العنف وخرج عن الوسطية التي تحترم حق الانسان في الاختلاف والامن والعيش الكريم وولد هذا الفكر موجات مضادة في بلاد غربية عدة تدعو الى نبذ الاسلام وتعرض المسلمون فيها الى مضايقات مستمرة . ونوه الأمين العام بدعم المملكة العربية السعودية للندوة العالمية للشباب الاسلامي طوال مسيرتها الممتدة لأربعة عقود ، وترحم على روح فقيد الأمة العربية والاسلامية الملك عبدالله بن عبدالعزيز سائلا الله عزو جل أن يتغمده بواسع رحمته وأن يوفق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين وحكومته لكل خير وأن يعينهم على تقديم المزيد من الجهود لخدمة الاسلام والمسلمين. وفي ختام كلمته توجه الوهيبي بالشكر الجزيل للمملكة المغربية ملكاً وحكومةً وشعباً على احتضان المؤتمر في أرض مراكش بلد العلماء والمفكرين وخص بالشكر السفارة المغربية بالرياض على تقديم التسهيلات اللازمة. وفي كلمته نوه محمد عز الذين الادريسي رئيس المجلس العلمي بمراكش بوزارة الأوقاف المغربية بأهمية الشباب وأنهم حملة رسالة كبيرة ويمثلون الطاقة الخلاقة والعزيمة التي لا تلين وأنهم مصدر كل خير وورثة أمانة وهم الوقود الذي تترسخ من خلاله العقيدة الصحيحة ويزول التطرف والارهاب والأفكار المنحرفة . وتحدث المشير سوار الذهب وأكد بأن المؤتمر يستمد أهميته من مواكبة الظروف الصعبة التي تمر بها الأمة الاسلامية ، وهو ما يستدعينا أن ندعم الندوة العالمية لأهمية عملها وفعالية برامجها وتنوعها مما مكنها أن تقدم لشباب الأمة برامج حضارية هادفة ومشروع وسطي ثاقب وجيد ، وأضاف سوار الذهب :أن المؤتمر يجمع كوكبة من العلماء والمفكرين من مختلف دول العالم وحضور يفوق 700 شخصية مشاركة وهو ما يستدعينا أن ننادي لوقف ما تمر به الأمة من محن وتوترات وهدر للحقوق وسفك للدماء وتطاحن وتنابذ ، في ظل عالم اتخذ من الإسلام عدواً بعد هلاك الشيوعية واتخذ في سبيل هذا العداء أساليب متنوعة كما تحدث كوكبة من العلماء والمفكرين كان أبرزهم الدكتور صالح بن حميد إمام وخطيب المسجد الحرام والمستشار بالديوان الملكي السعودي، والشيخ عبدالله بن سليمان بن منيع عضو هيئة كبار العلماء أكدوا فيها على دور الشباب في نهضة الامة وتشكيل مستقبلها.وخلص المشاركون بعددٍ من التوصيات التي تسعى الندوة من خلالها أن تتكلل بالنجاح خلال الأربع سنواتٍ القادمة, وتجد فيها التعاون من الجهات ذات العلاقة بالعمل الشبابي لترجمة هذه التوصيات على أرض الواقع، كما كان في توصيات المؤتمرات الـ 11الماضية، التي حققت من خلالها قفزات نوعية في الخدمة المقدمة للشباب المسلم على جميع الأصعدة، لاسيما التعليمية منها والاقتصادية.
وأوصى المشاركون بالندوة بأهمية نشر المؤهلين علمياً وفكرياً للعلم والدعوة إلى الله، وأن يكونوا أمثلة مميزة وقدواتٍ في تصرفاتهم، داعين المنظمات الإسلامية ومؤسسات المجتمع المدني إلى تحقيق التوازن في الجوانب العلمية والفكرية والثقافية والاقتصادية بما يحقق المصالح الوطنية ، كما أوصوا بضرورة بذل المزيد من الجهود لتبصير المنساقين وراء الفكر المنحرف وإرشادهم إلى الطريق المستقيم، وإعطائهم حقوقهم وتعريفهم بواجباتهم، وشددت التوصيات في بعض نقاطها على لزوم تفعيل المؤسسات الإعلامية لدورها في توضيح سماحة الدين الإسلامي بأسلوب يتناسب مع تطلعات الشباب واهتماماتهم، وتكثيف الجهود لدحض الشبهات التي تنال من تطبيق الإسلام لحرية الفكر والاعتقاد.
وطالبت التوصيات في بعض جوانبها الجامعات ومراكز الأبحاث والدراسات إلى نشر البحوث التي تكفل نبذ الشبهات التي تطال سماحة الإسلام وعدله وتبين الحقوق والحريات الخاصة والعامة.
ودعا المشاركون في الندوة الشباب إلى مراعاة حقوق مصالح المجتمع، وضرورة توضيح العلماء والتربويون مفهوم الحرية للشباب بشكلها الشرعي القائم على سماحة الدين ويسره، وتحذيرهم ممن يدعوهم إلى المطالبة بحريات زائفة.
كما دعت التوصيات الأسرة والمدرسة والمسجد والمؤسسات الدعوية إلى تكثيف الأنشطة التي تسهم في نشر الثقافة الصحيحة فيما يتعلق بالحريات والحقوق المجتمعية، ومطالبة وسائل الإعلام بالابتعاد عن البرامج التي تروج لمفاهيم خاطئة للحريات، وتطوير البرامج التربوية في المؤسسات الخيرية، وتفعيل مراكز الأحياء والنوادي الشبابية، وإتاحة الفرصة للشباب لتولي أدوار قيادية والمشاركة في التخطيط للبرامج والأنشطة الوطنية المعنية بالمجتمع.
وأوصى المشاركون في المؤتمر بضرورة تشجيع الباحثين من طلاب الدراسات العليا على دراسة مشكلات الشباب، وفقاً للمناهج العلمية، وتقديم حلول ناجعة بعيدةً عن التنظير وقابلة للتطبيق، والاستفادة من إمكانيات المنظمات الدولية الكبرى في سبيل ذلك.
وتضمنت التوصيات لزوم استثمار قدرات الشباب ومواهبهم وتشجيع مبادراتهم، وحث دولهم على التصدي لقضية البطالة والفقر بين الشباب، بالتوسع في الأنشطة الاقتصادية التي توفر فرص العمل لهم، وتعزيز دور مؤسسات التدريب المهني، ووضع تصورات منهجية لإدارة الأوقاف لتحقيق الاستفادة المثلى في الأعمال الخيرية.
ودعت لوضع حد للجنوح الفكري لدى الشباب، الذي يخلفه الفقر، وإقامة مراكز للتنمية البشرية في البلدان الإسلامية ودعم المراكز القائمة حالياً مادياً ومعنوياً، وضرورة أن تعمل مؤسسات التعليم على تطوير برامجها التعليمة من خلال ربطها بسوق العمل، وتهيئة الظروف المادية والبشرية وسن التشريعات اللازمة لإنشاء حاضنات الأعمال على مستوى جامعات العالم الإسلامي.
ونادت التوصيات بأهمية اعتماد وسائل تربوية مناسبة للتعامل مع الشباب وفتح قنوات الحوار معهم، لاسيما في الجامعات التي يجب أن تتبنى مقررات دراسية تتضمن تعزيز مفاهيم أساسية مثل الأيمان بالله، وحرية التعبير عن الرأي، والانتماء الوطني، وتأسيس هيئات علمية عليا تجمع العلماء وأهل التربية والخبرة للإشراف على خطط التعليم في المدارس والجامعات.
وطالب المشاركون في المؤتمر بإنشاء معاهد وجامعات من شأنها تخريج علماء وتربويين في بلاد الأقليات الإسلامية لتقليل الاعتماد على دراستهم في الخارج، وتربية الطلاب في جميع مراحل التعليم على المواطنة الصالحة، وأن تتحمل الدول الإسلامية والعلماء والمفكرين المسؤولية الكبرى في تفعيل دور الشباب المسلم، في الحوار الثقافي مع الآخر، وإعطاء مساحة إعلامية كافية للشباب لإبراز إبداعاتهم.
وشددت التوصيات على ضرورة توعية الشباب بأضرار العنف، وعدم مواجهة العنف بالعنف والاقتصار على الحلول الأمنية، والتركيز على معالجة الفكر المنحرف بالفكر الوسطي المعتدل.
وأوصى المؤتمر بتعزيز التعاون الدولي وتنمية العلاقات والارتباطات بين المؤسسات التعليمية المختلفة في العالم الإسلامي ومثيلاتها في الدول المتقدمة، والدعوة لعقد مؤتمرات شبابية تدرس تطلعات الشباب وتفعيل التوصيات التي تتعلق بطموحاتهم الدينية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية .