ولد في السعودية في أواخر الثلاثينات، وانتسب إلى الحركة الكشفية عام 1956م، ككشاف ثم تدرج في الحركة وأسهم في تأسيس قيادة عشائر الجوالة بجامعة الملك عبد العزيز عام 1960م، وقد حصل على بكالوريوس العلوم في الكيمياء من جامعة الملك سعود عام ١٩٦٤م، كما حصل على الدكتوراة في الجيولوجيا من جامعة ليدز عام ١٩٧١م.
وشارك في بعثة المملكة إلى المخيم الكشفي العالمي باليونان عام 1963م، ثم أصبح المشرف العام على جوالة جامعة الملك عبد العزيز عام 1974م، ثم عمل في جمعية الكشاف السعودية في مجالات التدريب ومثل جمعيته في العديد من المناسبات العربية والعالمية. ثم أصبح مفوضا دوليا لجمعية الكشافة العربية السعودية وحتى الآن.
كما كان له دور بارز في تنظيم معسكرات خدمة الحجيج ، وإقامة الملتقيات الكشفية الإسلامية، ومن ثم إنشاء الاتحاد العالمي للكشاف المسلم الذي يتولى رئاسته، كما تدرج وظيفيا، من أستاذ جامعي في الكيمياء إلى مدير للجامعة، ثم أمينا عاما لرابطة العالم الإسلامي، ثم وكيلا لرئيس مجلس الشورى بالمملكة العربية السعودية.
وعلى المستوى العربي ظهرت خدماته الجليلة بداية من مشاركته في المخيم والمؤتمر الكشفي العربي الحادي عشر بلبنان عام 1974م، فحرص بعد ذلك على حضور كافة المؤتمرات والمخيمات العربية ثم شغل عضوية اللجنة الكشفية العربية منذ عام 1982م حتي عام 1986م، ثم اختير مستشارا للجنة الكشفية العربية. وقد كان له دور رائد في المساهمة في تنمية الحركة الكشفية العربية ودعم مواردها من خلال صندوق التمويل الكشفي العربي الذي يتولى رئاسته.
وعلى المستوى العالمي شارك في المؤتمرات والمخيمات العالمية بداية من عام 1974م، في المؤتمر الكشفي العالمي الرابع والعشرين بنيروبي وحتى الآن. كما اختير عضوا في اللجنة العالمية للبرامج ثم في اللجنة العالمية للطرق التربوية، و في المؤتمر الكشفي العالمي الـ34 بأوسلو 1996م اختير عضوا في اللجنة الكشفية العالمية، كما ساهم في توفير الدعم المادي اللازم لصندوق التمويل الكشفي العالمي.
وللدكتور نصيف عدد من المؤلفات من بينها: الإسلام والشيوعية، والعلوم والشريعة والتعليم، وانبثاق التضامن الإسلامي.
ومن بين أهم المناصب التي تولاها: فقد عمل أستاذا في جامعة الرياض 1971 – 1973، وأستاذ مساعد ورئيس قسم الجيولوجيا في جامعة الملك عبد العزيز في جدة عام 1974 – 1976، وأمينا عاما ووكيلا لجامعة الملك عبد العزيز في جدة عام 1976 – 1980، ومديرا لجامعة الملك عبد العزيز في جدة عام 1980 – 1983، ونائبا لرئيس مجلس الشورى السعودي، ونائبا لرئيس لجنة الحوار الوطني السعودي، وأمينا عاما لرابطة العالم الإسلامي، ورئيسا لمجلس هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية عام 2000، ورئيسا لمؤتمر العالم الإسلامي، والأمين العام المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة، ورئيسا للإتحاد العالمي للكشاف المسلم، ورئيسا لمؤسسة عبد الله بن عمر نصيف الخيرية، وعضوا في المجلس التنفيذي لمؤتمر العالم الإسلامي، ورئيسا للنادي الأهلي السعودي.
كما حصل على العديد من الجوائز من بينها: جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام عام 1991 م، وجائزة صانع السلام العربي.
وتقديرا لجهوده على المستوى الكشفي، فقد منحته المنظمة الكشفية العربية قلادة الكشاف العربي عام 1979م، ومنحته المنظمة الكشفية العالمية وسام الذئب البرونزي عام 1983م.
وعن تجربته في الحركة الكشفية تحدث معالي الدكتور/ عبد الله عمر نصيف قائلا:
كانت بداية تجربتي مع الحركة الكشفية عندما سجلت نفسي كشافا مبتدئا في المدرسة النموذجية الثانوية بجدة مطلع عام 1956م، وكنت ساعتئذ طالبا في السنة الأولي وقد شاركت في النشاط الكشفي لمدة ثلاث سنوات متدربا علي المهارات الكشفية ومشاركا في المخيمات والرحلات ومعسكرات الخدمة العامة في منطقة جدة.
البداية مع الجوالة وخدمة الحجيج:
وفي عام1960م شاركت في تأسيس أول عشيرة للجوالة في المملكة العربية السعودية بجامعة الملك عبد العزيز، وخلال سنين الدراسة تدرجت في المسئوليات الكشفية من جوال إلى قائد فرقة إلى رائد أول ثم إلى قائد عشيرة الجوالة بالجامعة، وشاركت في معسكرات خدمة حجاج بيت الله الحرام حيث أتيحت لنا الفرصة لإرشاد التائهين والعناية بالمرضي والمسنين ورعاية الأطفال الضالين، وكان للجوالة والكشافة دور كبير في جميع أعمال الحج بما في ذلك المشاركة في تنظيم المرور ومراقبة أسعار الأغذية وتنظيم ذبح الأضحيات وغير ذلك من أعمال الحج. كماشاركت في التجمعات الكشفية العالمية اثناد مواسم الحج عشائر الجوالة في العالم الاسلامي مع قائدهم يجتمعون في موسم الحج ويساهمون في معسكرات خدمة الحجيج.
أيام في جامبوري اليونان:
وفي عام1963م أقامت المملكة معسكرا تمهيديا في الطائف لاختيار الكشافين الذين سيشاركون في الجامبوري الكشفي العالمي الحادي عشر في اليونان، وتم اختياري قائدا لإحدي الفرق، حيث تدربنا لمدة ثلاثة أسابيع ثم سافر الوفد مكونا من 24 كشافا يمثلون مناطق المملكة التعليمية الـ 22 إلى جانب 6 قادة من عشيرة الجوالة بجامعة الملك سعود بالرياض كنت أنا أحدهم؛ أما رئيس الوفد فكان الأستاذ/ عباس حداوي، ويساعده عدد من العاملين في جمعية الكشافة، وكان للمشاركة الجدية لشبابنا في جميع المسابقات والأنشطة التي تضمنها برنامج الجامبوري أثره الطيب، وقد حصدنا عددا من الجوائز وشهادات التقدير، وكان قائد الجامبوري وقتذاك هو السيد/ ديمتري الكساتوس القائد الكشفي اليوناني (رئيس لجنة الاوسمة بالمكتب الكشفي الدولي حاليا) كذلك كان لأداء الصلاة جماعة في المخيم بالاشتراك مع وفود بعض الدول الاسلامية والعربية أثره الطيب على المشاركين وعلى الجمهور الزائر، وفي ذلك العام تم الاعتراف بجمعية الكشافة العربية السعودية رسميا من قبل المؤتمر الكشفي العالمي الذي عقد بعد الجامبوري في جزيرة رودس اليونانية.
دروس مستفادة من التأهيل:
وفي عام1968م اشتركت في الدورة التدريبية العملية للشارة الخشبية في معسكر جيلويل بارك في لندن وكانت دورة جيدة شمل برنامجها التدريب على بعض المهارات مثل أعمال الدفاع المدني، تسلق الجبال، النزول بالحبال، الهبوط بالمظلات من أماكن مرتفعة، بعض المهارات الإدارية، وسبل اتخاذ القرار، وتقييم أنشطة الفرق الكشفية . . الخ. ومما لفت نظري أن القادة المشتركين في التدريب هم قادة الفرق الكشفية البريطانية ولكنهم يمارسون أعمالا مختلفة فبعضهم موظفون حكوميون وآخرين من القطاع الخاص وبعضهم ضباط مرور أو شرطه ومحامين ومحاسبين وغير ذلك من المهن، ولكل واحد منهم فرقته التي يشرف عليها ويدربها خارج أوقات الدوام الرسمية في العطل والأجازات.
وقد حصلت على الجزء النظري للشارة الخشبية من المكتب الكشفي العربي في القاهرة وتقلدت الشارة من يد صاحب السمو الأمير/ خالد بن فهد بن خالد وكيل وزارة المعارف ونائب رئيس جمعية الكشافة العربية السعودية في حينه عام 1975، في إحدي المناسبات الكشفية بمدينة الطائف.
وبعد عودتي من الدراسات العليا في الخارج وحصولي علي الدكتوراه في منتصف عام 1971م عينت نائبا لقائد عشيرة الجوالة بجامعة الملك سعود بالرياض، ثم قائدا لها عام 1972م، ثم قائد لعشيرة الجوالة بجامعة الملك عبد العزيز بجدة عام 1973- 1976م، ومن أهم الأعمال التي تمت هو تطوير الجوالة في المملكة من خلال الدورات التدريبية للشارة الخشبية ومعسكرات التدريب والمخيمات المشتركة لجوالة الجامعات السعودية، ثم مع جامعات دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بعد إنشاء المجلس، وكذلك الدعم المادي والمعنوي للأنشطة الكشفية في الجامعات، واشراكهم في التجمعات الإقليمية والدولية وقد أفرزت عشائر الجوالة في الجامعات السعودية قادة كشفيين واصلوا نشاطهم بعد حصولهم علي الدكتوراه كذلك أصبح عدد منهم أساتذة في الجامعات في تخصصات متعددة.
المشاركة في النشاط الكشفي الوطني
عملت مع جمعية الكشافة السعودية بعد تخرجي مباشرة من بريطانيا عام 1971م، وشاركت من خلالها في قيادة بعض معسكرات التدريب لعرفاء الطلائع والدورات التمهيدية للشارة الخشبية وكذلك في تصحيح الأبحاث النظرية للقادة الذين يتقدمون للحصول على الشارة الخشبية كما أصبحت عضوا رسميا في مجلس جمعية الكشافة السعودية ومفوضا دوليا في الفترة من عام 1979م- 1986م، وشاركت مع وفد الجمعية في المؤتمرات الكشفية العربية وبعض المخيمات الكشفية العربية من عام 1974م في كل من: تونس وليبيا والمغرب ولبنان والامارات وعمان والأردن، وكذلك شاركت في المؤتمرات الكشفية العالمية منذ عام 1973م، في كل من: كينيا والدنمارك وبريطانيا وكندا والولايات المتحدة الأمريكية والسنغال وألمانيا، وفرنسا وتايلاند والنرويج.
المشاركة في النشاط الكشفي العربي
كانت مشاركتي في اللقاءات والدورات التدريبية العربية متواصلة منذ عام 1974م، وقد شاركت في ندوة مراجعة البرامج الكشفية وغيرها من الندوات العربية وكذلك الندوات المشتركة مع الأقاليم الأخري، كما انتخبت لعضوية اللجنة الكشفية العربية منذ عام 1978م، وأصبحت رئيسا لها لفترتين من عام 1980م، إلى 1984م، كما منحت قلادة الكشاف العربي عام 1981م، وشاركت مع الأستاذ/ فوزي فرغلي في إنشاء صندوق التمويل الكشفي العربي الذي يسعي إلى جمع أموال واستثمارها والإنفاق منها على أنشطة المنظمة الكشفية العربية، وقد تبرع عدد من المحسنين لهذا الصندوق كما نمت استثماراته خلال السنوات الماضية بشكل جيد.
المشاركة في النشاط الكشفي الاسلامي:
بدأت فكرة المؤتمر الكشفي الإسلامي خلال اجتماعات المؤتمر الكشفي العربي في ليبيا وقد أسفر اللقاء عن التوصية بالاهتمام بالنشاط الكشفي الإسلامي كما صدرت توصيات مؤتمر القمة الإسلامي في مكة المكرمة تؤيد وتشجع قيام أنشطة رياضية وكشفية إسلامية مشتركة بين الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي ؛ مما أدي إلي إنشاء الاتحاد العالمي للكشاف المسلم، الذي عقد ست مؤتمرات كشفية وأقام خمس مخيمات كشفية إسلامية، وتم اعتماد النظام الأساسي للاتحاد العالمي للكشاف المسلم في المؤتمر الكشفي الإسلامي الرابع في إسلام أباد بباكستان، وتم الاعتراف بالإتحاد في المؤتمر الكشفي العالمي في بانجكوك عام 1993م، وأصبح الاتحاد عضوا مراقبا في منظمة المؤتمر الإسلامي بجدة ضمن المنظمات غير الحكومية العالمية بالتعاون مع المنظمة.
وعقد المؤتمر الكشفي الاسلامي الخامس في دكار بجمهورية السنغال تحت رعاية رئيس الجمهورية عبده ضيوف، كما عقد المؤتمر الكشفي الاسلامي السادس بالقاهرة 1997م تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي، وأشغل حاليا منصب رئيس الإتحاد العالمي للكشاف المسلم.
المشاركة في النشاط الكشفي العالمي:
كان أول احتكاك لي بالكشفية العالمية كما أسلفت عند مشاركتي في جامبوري اليونان عام 1963م، ثم حضور المؤتمرات الكشفية العالمية ابتدأ من مؤتمر نيروبي عام 1973م، وحتي الآن وكذلك عدد من المؤتمرات الكشفية والإقليمية في أوربا وآسيا والأمريكتين، ثم شاركت في عضوية لجنة وسائل التعليم بالمكتب الكشفي العالمي لمدة 4 سنوات وفي لجنة البرامج لمدة سنتين، وأصبحت عضوا في صندوق التمويل الكشفي العالمي التي يرأسها ملك السويد منذ عام 1987م وحتي الآن، كما حصلت على وسام الذئب البرونزي في المؤتمر الكشفي العالمي في مونتريال بكندا، وحصلت على وسام الصقر الفضي من جمعية الكشافة اليونانية عام 1983م، وأصبحت عضوا في لجنة القلادة بالمكتب الكشفي العالمي، وانتخبت في عضوية اللجنة الكشفية العالمية خلال أعمال المؤتمر الكشفي العالمي الـ 34 اسلو بالنرويج 1997م.
وقد أكسبتني المشاركة في الأنشطة الكشفية العالمية خبرة جيدة واحتكاك بالعاملين في الحركة الكشفية علي مستوي العالم واطلعت من خلال زيارتي للعديد من الهيئات الكشفية في الخارج على مدي الاهتمام بالتخطيط والتنظيم في العمل الكشفي ووضع النظم التي تحقق نمو وتطور الحركة الكشفية ومواكبتها للتغيرات الاجتماعية والثقافية للشباب وإن كان بعض هذه المواكبة فيها سلبيات، إلا أن الذي ينبغي أن نستفيد منه في عالمنا العربي والإسلامي هو مستوي الاهتمام بالحركة الكشفية على كافة المستويات واشتراكها في التنمية بوسائل متعددة وعدم ربط النشاط الكشفي بالنشاط المدرسي فقط كما هو حاصل في عالمنا العربي اليوم في معظم البلاد.